إلى مجتمع هون مش فصحى العزيز،
في خضم فوضى الحرب وعدم اليقين، تصبح وحدتنا وتجاربنا المشتركة منارات قوة. أكتب لكن اليوم بصفتي عضواً فلسطينياً في عائلة هون مش فصحى الذي واجه بشكل شخصي التحديات العميقة للحرب. كالكثيرين، تصارعتُ مع الخوف وعدم اليقين، ووجدت صعوبةً حتى في الخروج من منزلي خوفًا من العنف والتمييز العنصري.
ومع ذلك، وسط الاضطرابات، وجدت طريقي للتمكين من خلال التدريس والتعلمّ. بعد 26 يومًا من العزلة، أصبحت العودة إلى التدريس ملاذي الآمن. هناك وجدت عزائي بتضامن طالباتي، طلابي، زميلاتي وزملائي، مدركةً أنني لست وحدي في هذا الصراع. أصبح التدريس منارة أمل، ليذكرني بأننا، سويًا، سنتمكن من التغلب على الحواجز التي تسعى إلى تقسيمنا.
أشارككن هذه الرحلة الشخصية العميقة بمزيج من الخوف والأمل. لم يكن من السهل عليّ الانفتاح ومشاركة هذه اللحظات الحرجة. ومع ذلك، أؤمن بالقوة التحويلية لرواية القصص والصِّلات التي تعززها. في عالم يسعى فيه السياسيون إلى تجريدنا من إنسانيتنا، تمتلك اللغات القدرة الرائعة على إضفاء الطابع الإنساني، وتربطنا على مستوى أساسي يتجاوز السياسة أو الحروب.
ما تقدمه دورات هون مش فصحى القادمة هو أكثر من مجرد اكتساب اللغة؛ فهي توفر مساحة للحوار والتفاهم وبناء القدرة على الصمود. من خلال التعلم معًا، لا نعزز فقط قدراتنا اللغوية، بل نزرع أيضًا شعورًا بالانتماء والدعم المتبادل.
إن كنتن تؤمنّ، بأهمية الحفاظ على إنسانيتنا ووحدتنا في مواجهة المحن، فإنني أحثكن على الانضمام إلينا في هذه الرحلة من النمو والتضامن. إن مشاركتكن لا تثري حياتكن الخاصة فحسب، بل تساهم أيضًا في الحفاظ على هون مش فصحى كمورد حيوي للمجتمع.
بالتضامن والأمل، نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا،
نغم
نغم هي المديرة التربوية واحدى معلمات اللغة العربية في هون مش فصحى.